(5)- ألوان الفرح
مضت الأيام وطافت حولها الذكريات
مضت الأيام يسكنها الفرح والسرور
مضت الأيام بعدما احتوينا أنفسنا
واحتوينا ذكرياتنا
مضى العمر ولا نتذكر منه الا
الفرح
الطفولة البريئة
والشقاوة الذكية
والمشاغبة المفرطة
ضحكة والدتي
وابتسامة أبي
تلك الأيام التي تلونت بألوان الفرح
تلك الأيام التي لطالما حلمنا ونحن فيها
أن نغدو كباراً،،إما أن نذهب للعمل كوالدي
او نهتم بأمور المنزل كوالدتي
ثمة أمورا كثيرة تغيرت
وهانحن في مقتبل العمر
لا نستطيع أن نتحمل أي ظرف من ظروف الحياة
لا نستطيع أن نتغلب حتى على مشاكلها
فتلك الحياة الجميلة حضنتها أمي حتى لا نعاني قساوتها
فتلك الحياة تكفلها أبي ليعطينا كل ما نريد ونتمنى بدون معوقات
وها نحن نصارع الآن
بعدما أردنا الاستقلال بحياتنا
بعدما أردنا أن نجرب الحياة بدونهما
بعدما قررنا أن نبني حياتنا بأيدينا
بعيداً عنهم وعن مشورتهم
تخبطت فينا الحياة وغدت سيئة وسيئة جداً
تبعثرت فينا الخُطى ولم نكد نصل إلى ما نسعى وراءه
حتى أحلامنا خذلتنا ولم يتبقى لنا منها إلا أطيافها
حددا لنا المستقبل فرفضنا
وقلنا لابد أن يكون لنا حق الاختيار
وركضنا وراء حلمنا الضائع
ولم يبقى لنا الا حلمهما
وأخيرا لا يسعنا الا أن نعترف
أن الحياة بدونهما بلا طعم وبلا لون وبلا امل
حتى شروق الشمس وغروبها يغدو سيئاً وسيئاً جداً
و الربيع يأبى أن يمتزج بكل الألوان
ويرفض قوس قزح الظهور
وقطرات المطر تتحاشى الهطول
عودا إلينا فالحياة بدونكما لا تحتمل
عودا إلينا فما أحلى الرجوع إلى الصبا
وما أحلى ألوان الفرح
لكما منا كل الحب والفخر والتقدير
لكما منا كل حياتنا