آخر ما توصل إليه العلم في نيل السعادة
رسالة التعريف
لا بد من أن يكون الإنسان سعيداً في حياته حتى يكون فاعلاً في مجتمعه ناجحاً في حياته مفيداً لمن حوله..
و انطلاقاً من هذه الأهمية البالغة كان لا بد من تقعيد قوانين السعادة و نقلها من ساحة الآراء و النظريات العاطفية إلى ساحة منهجية واعية يستطيع الفرد فيها أن يبني سعادته على أسس متينة و علمية مدروسة..
دعوني أقول أن يضع خطة واضحة كيفية بلوغ حياة سعيدة، و إن يفعله هذا الكتاب هو العون الواعي العلمي لهذه الخطة، تلك الخطة إن نُفّذّت جيداً أمكن للإنسان أن يصل إلى مطلب الإنسانية جمعاء، على اختلاف معتقداتهم و أعراقهم.
ما دفعني لصناعة هذا العمل هو كثرة التعاسة في زمننا هذا، و ما دفعني أيضاً هو إمكان توظيف البرمجة اللغوية العصبية في سبيل الحصول على حياة سعيدة..
إن البرمجة اللغوية العصبية تسعى في المقام الأول لخلق الإنسان الناجح، و لكنني أعتقد ـ و قد حاولت في متن كتابي هذا ـ الربط بين النجاح و السعادة..
لقد أكدت في كتابي أن السعادة غير النجاح و النجاح غير السعادة، و ذلك من حيث الكينونة و الطبيعة، إلا أنني عدت و أكدت بالدليل العلمي النفسي و الاجتماعي أن النجاح أكبر وسيلة و أهم وسيلة لنيل السعادة، و أن السعادة أهم و أكبر طريقة لتحقيق النجاح..
لقد كان عندي من التحليلات و المعلومات و التجارب الخاصة في هذا المجال الشيء الكثير، إلا أنني لم أُرد أن يكون القارئ لهذا العمل مجرد متلقّي لرأيي في هذا المجال..
لقد قمت بحذف مالم يتوافق مع القطعي من هذين العلمين و تثبيت ما ثبُتَ منه، و لذلك أعتقد أن هذا العمل الذي أنجزته سيقدّم فائدة عظيمة للقارئ المهتم، لأنه يعطيه رأي قوي مدعّم بالعلم..
تحدثت في ثنايا المخطوط عن فقرة تكاد تكون لبه و جوهره، ألا و هي "موقع السعادة بين العلوم و الفنون"..
لقد احتوى هذا الفصل على 72 فقرة، فكان من أبرز هذه المواضيع تأثير المال و الصحة و المنزلة الاجتماعية و الجمال و الثقافة و الميول الدراسية و الزواج وو... على السعادة، و دور السعادة فيهم..
و من ضمن ما تحدثت عنه أنواع السعادة، و هو تقسيم فريد و منهجي للسعادة بكافة أشكالها و أطيافها، لا بد أن تشمل الفرد نوع من هذه الأنواع أو أكثر..
أيضاً، كان لا بد من شرح وافر لوسائل الوصول إلى السعادة و الحفاظ عليها، فكان لا بد من تشخيص مرض المجتمعات، و هو الحزن و التعاسة، من إيجاد الحل "الترياقي" الناجع، فكانت هذه هي الوسائل و الطرق..
و تحدثت عن أمرٍ غاية في الأهمية، ألا وهو صيانة السعادة من الضياع و الاندثار، فكثير من الناس يصلون إلى السعادة أو شيء منها في بعض أوقاتهم، و لكنهم سرعان ما يفقدونها، فكان لا بد من تبيان طريقة كيف نبقي أنفسنا سعداء.
لا يمكن النظر إلى هذا الموضوع على أنه ثانوي أو غير مهم، فالذي لا يشعر بالسعادة لا يمكن أن يبني و ينتج، و من لا يتقن النجاح مستحيل أن ينجز.
آخر ما توصّل إليه العلم في نيل السعادة
المحتويات:
ـ مقدمة.
ـ تعريف السعادة.
ـ تمييز السعادة عن النجاح.
ـ موقع السعادة بين العلوم و الفنون.
ـ أنواع السعادة.
ـ أقوال المشاهير في السعادة.
ـ وسائل الوصول إلى السعادة و الحفاظ عليها.
- ما دفعني لصناعة هذا العمل.
تعريف السعادة:
محتويات هذا الفصل:
1- تعريفات عامة.
2- التعريف المعياري.
3- أركان السعادة.
4- متطلبات السعادة.
5- مدمرات السعادة.
6- عناوين سريعة في السعادة.
3- أركان السعادة:
من خلال التعريف السابق تنجلي لنا أركان السعادة:
و الركن مالا يقوم الشيء إلا به..
ـ الرضا: إذا سلّمنا أن لكل شخص جانباً صحيّاً و مادياً و ومهنياً و اجتماعياً و أسرياً، فالرضا كركن من أركان السعادة و أهمها.. هو: أن تكون راضياً عن هذه الجوانب كلها، و إذا كان الرضا مقصوراً على جانبين أو ثلاثة من الجوانب السابقة، إذاً فالرضا منقوص، و بالتالي سعادتك كلها منقوصة.
الرضا هو أن تشعر أن المستوى الذي وصلت إليه من هذه الجوانب رائعاً، و أنك ناجحٌ في محبتك و تعاملك مع أسرتك و مع المجتمع، و ناجحٌ في مهنتك، و أن روحك مطمئنة و هادئة.
و لكن انتبه، فكما قال د. إبراهيم الفقي: "للأسف نجد أن معظم الناس يضع كل انتباهه و تركيزه على الركن المهني و المادي! لذلك نجدهم لا يهتمون بصحتهم و لا عائلتهم"..
"تشير إلى هذا الركن (الرضا) "اليونا بونيويل"، اختصاصية علم النفس في جامعة أوكسفورد بروكس البريطانية، عندما نقدت دراسة متعلقة بالسعادة قائلة: إن المعادلة الجديدة لا تشير إلى (الرضا)، وهو عامل بدا مهماً في عدد من استطلاعات الرأي المتعلقة بموضوع السعادة.
وتقول آفيريل لايمون، من جمعية علم النفس البريطانية "العمل الشاق يبعث أيضا على الرضا، ولكن إذا كان مناسباً لك" .
ـ القناعة: هي الرضا، و لكن الفرق بينها.. أن ترضى عن المستوى الذي وصلت إليه في جوانبك حياتك، مع إرادتك التحسن المستمر.. و نبذ الشعور بالدونية.
و بالتالي الرضا كركن هو ذروة القناعة كركن.
ـ الأمان: إن الهمّ يسلب طاقة الإنسان، و يوصلها إلى أدنى درجاتها، و هذا الهمّ ينقل صاحبه إلى أعلى حالات التوتر التي تؤدي إلى العصبية والضغط النفسي، فترى المهموم ثقيل الحركة، يتعب من أدنى عمل.
و على رأس ما يفعله الأمن، هو الحصانة من الهموم، إن الهم أعدى أعداء الإنسان.. ولكي تكافح الهم تذكّر دائماً: لا تهتم لأمر "لا" تستطيع أن تفعل شيئاً حياله، لا تهتم لأمر تستطيع أن تفعل شيء حياله.
وأنا هنا أخصص مفهوم الأمن المعتاد، إذ الأمن المعتاد أو الشائع داخلٌ أيضاً تحت مقولة لا تهتم لما تستطيع و لما لا تستطيع فعله.. أي ما أقصده من تخصيصي الأمن النفسي الذي يكون من صنعك أنت.
"يقول الدكتور كينون شيلدون من جامعة ميزوري في ولاية كولومبيا الأمريكية في البحث المنشور في مجلة "الشخصية والسايكولوجيا الاجتماعية" التي تصدرها جمعية الطب النفسي الأمريكية.. يقول: معظم الطلاب موضوع البحث الذي أجراه يقولون إن قضية نقص الطمأنينة والأمان تؤثر بشكل كبير على استقرارهم النفسي..
ويوضح بحث الدكتور شيلدون أن النتائج تشير إلى أنه عندما يحدث مكروهاً يتمنى الناس بقوة أن يحصلوا على الراحة والسعادة النفسية من وجود الأمن والطمأنينة، التي عادة ما يعتبرونها موجودة كتحصيل حاصل في الظروف الطبيعية" .
ـ السلام: السلام هو شقيق الأمن و مرادف له، إلا أني أقصد به كركن من أركان السعادة: الهدوء و الاسترخاء و الراحة، إذ من لا يرتاح جيداً لا يعمل جيداً، و السلام الذي أقصده لا يعني الخمول و الكسل أبداً، أقصد السلام الذي يقضي على التوتر و الضغط.
"يقول الباحث د. بنكت برولدى: تُظهر أبحاثنا أن الأكثر نشاطاً هم الأكثر سعادةً. ربما يعتقد المرء أن الأفضل في الحياة هو الاسترخاء على شاطئ البحر، ولكن إذا طال هذا الاسترخاء عن اللازم فسوف يفقد قدرته على الإسعاد"2.
و لا بد لنا أن نذكر أننا إذا سلمنا أن كل عناصر السعادة يمكن أن بناؤها بنفسك بمعزل عن أي قوة عليا، فإن عنصر الأمان و السلام الداخلي لا يمكن أن تنشئهما بنفسك بشكل كامل بمعزل عن رب قادر.
تحت عنوان الهدوء النفسي الداخلي قال د. إبراهيم الفقي في كتابه قوة التحكم في الذات: عندما يكون كيانك الداخلي في سلام و تكون متصلاً بذاتك الحقيقية و بعيداً عن الأنا السلبية و قيودها و عندما تسمح لقوة الحب بأن تملأ قلبك و روحك فإن كيانك الداخلي سيجعل مقاومتك شديدة ضد أي من تأثيرات و أحداث العالم الخارجي، و ستتمتع ليلاً بالنوم العميق الهادئ بصرف النظر عن الأحداث التي مررت بها خلال اليوم.
ـ التفاؤل: هو الذي يجعلك تكمل عملاً شاقاً، هو الذي يجعلك تبدأ بعمل طويل الأمد، هو رفيق الطموح، لأنه بلا توقع النتائج المرجوة لا يمكن أن ننجز عملاً..
التفاؤل هو القاعدة المتينة و الصحيحة التي تنبني عليها السعادة..
من الممكن أن تسأل نفسك.. هل يمكنني الشعور بالتفاؤل بالرغم من وجود مشكلة كبيرة تنتاب حياتي ليس لدي حل تجاهها؟ الجواب: نعم يمكنك.. بمعرفه أنه سيأتي اليوم الذي ستتمكن فيه من حل مشكلتك.
"و قد قال باحثون أميركيون إن السعادة والتفاؤل في مقتبل العمر قد تكون عوامل قادرة على مقاومة الأمراض وإطالة العمر، وأكد الباحثون في جامعة كنتاكي الأميركية أن الشعور بالاكتئاب والعدوانية قد تقود المصاب بهما إلى الإصابة بأمراض عضوية أخطر مثل مرض الخرف" .
ـ التفكير الإيجابي: أقول دائماً: الفطن يترجم الأمور التي تحدث له لصالحه، و الأحمق يترجمها ضده.. انظر دائماً إلى نصف الكأس المليء.
النزعة الإيجابية في طريقة التفكير تجعل حياتك كلها إيجابية، و بالتالي سعيدة.
و مثلما قال كليمنت ستون و هو أحد الاقتصاديين الأمريكيين: هناك اختلافات بسيطة و أخرى كبيرة بين الناس، فالاختلافات البسيطة هي النظرة تجاه الأشياء، أما الاختلافات الكبيرة فهي كونها سلبية أو إيجابية..
و قد قال غاندي: إن الشيء الوحيد الذي يميز بين شخص و آخر هو النظرة السليمة تجاه الأشياء..
و قال دنيس واتلي مؤلف كتاب سيكولوجية الفوز: إن نظرتك تجاه الأشياء هي من اختيارك أنت..
(سيأتي التفصيل لاحقاً، في قسم السعادة و المنظومة الاعتقادية الداخلية).
ـ الصحة: الصحة النفسية تبني ذاتها و تنهض على الصحة الجسدية، فعليك بالنظام الغذائي الصحي، و الرياضة، و ابتعد عن العادات السيئة كالاستيقاظ متأخراً و التدخين.
"فقد أكد الباحثون أن هناك حاجة لتناول مزيد من الأطعمة الغنية بالأحماض الدهنية لدعم الصحة العقلية. وأشار الباحثون إلى أن الأطعمة الغنية بالأحماض الدهنية مثل الأسماك والبيض يمكن أن تحول دون الإصابة بالإحباط كما أنها تعزز عملية التعلم.
وخلصت دراسة أجراها الدكتور جوزيف هيبلن من المعهد القومي الأمريكي للصحة على 14500 سيدة حامل إلى أن معدلات الإحباط تقل عند السيدات اللائي يتناولن الأسماك خلال فترة الحمل، كما تقل أيضاً احتمالات تعرض أطفالهن لمشكلات سلوكية أو صعوبات في التعلم.
و فيما يتعلق بتأثير السعادة على الصحة العامة..
توصّل بحث جديد إلى أن الأناس الذين يمتلئون بالطاقة والسعادة ويميلون إلى الاسترخاء أقل تعرضاً للإصابة بأعراض نزلات البرد.
وقال البحث إن أولئك الذين يعانون الإحباط وتنتابهم حالات الغضب والعصبية أكثر تعرضا للإصابة بأعراض نزلات البرد أينما كانوا.
وأشار الفريق البحثي، إلى أن الأشخاص الذين يوجد لديهم توجه عاطفي ايجابي تجاه الحياة أقل عرضة لظهور أعراض العدوى من غيرهم.
وقال الدكتور شيلدون كوهين: إن الاتجاه الإيجابي نحو الحياة ربما يزيد فعالية الجهاز المناعي.
و ربما يساعد أيضا في تقليص مخاطر الإصابة بالأمراض المعدية الأخرى.
ويشير الدكتور كوهين إلى أن الأشخاص السعداء يوجد بأجسادهم هرمون يسيطر على تدفق المواد الكيماوية المسببة لأعراض البرد في الجسم.
ويضيف أن الإحباط والاكتئاب يؤديان إلى ضعف الجهاز المناعي وتقلص قدرته على مقاومة العدوى"
"و توصلت دراسة أميركية إلى أن الأشخاص الذين يشعرون عادةً بالسعادة والحماس أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب مقارنة بأولئك الذين يميلون للتشاؤم، مشيرة إلى أن تنشيط المشاعر الإيجابية يمكن أن يساعد في الحد من المخاطر الصحية على القلب.
واستند الباحثون في دراستهم على متابعة الوضع الصحي لـ ألف و739 رجلاً وامرأة على مدى أكثر من عشرة أعوام..
وأمراض القلب هي السبب الرئيسي للوفاة بين الرجال والنساء في أوروبا والولايات المتحدة وأغلب الدول الصناعية.
وقال روت فينهوفن من جامعة إيرازم في روتردام في دراسته: "إن السعادة لا تُشفي لكنها قادرة على إبعاد الأمراض".
وبالاستناد إلى حوالي ثلاثين دراسة أجريت في دول مختلفة على فترات تتراوح بين سنة وستين سنة، يؤكد الأستاذ الهولندي السابق أن السعادة لها منافع كتلك التي يأتي بها الإقلاع عن التدخين، قد تؤدي إلى العيش فترة أطول.
وأضاف أن السعادة قد تزيد متوسط الأعمار من سبع سنوات ونصف إلى 10 سنوات.
السعادة لا تؤخر الأجل لكنها تحمي السعداء من الأمراض وبالتالي تطيل أعمارهم..
ويؤكد الباحث أن الأشخاص السعداء يهتمون أكثر بوزنهم وبعوارض الأمراض ويدخنون أقل ويشربون كحولا أقل. كما أنهم يتمتعون بطاقة أكبر وهم منفتحون أكثر واجتماعيون ولهم ثقة أكبر بالنفس.
وحسب دراسة استغرقت 15 عاما وتركزت على دراسة الشيخوخة ومرض الخرف المعروف بالزهايمر لدى عدد من المتطوعين فإن المشاعر السلبية مثل القلق والعدوانية والغضب يمكن أن تؤدي بمرور الوقت إلى تراكم آثارها في الجسم، ويقول الباحثون إن من يسمحون للمشاعر السلبية بالسيطرة عليهم مرارا في اليوم الواحد يلحقون الضرر بأنفسهم، ويصبحون عرضة للوقوع ضحية لأمراض القلب والسكتة الدماغية.
وقال البروفيسور ديفد سنوداون المتخصص بعلم الأعصاب في جامعة كنتاكي: "من المعروف ومنذ سنوات بأن التعبير المرضي عن الإحساس ممثلا بالكآبة أو العدائية يمكن أن يقود إلى المرض".
وبعد إمعان البروفيسور ديفد ثانية في مذكرات راهبات بحثا عن كلمات مثل السعادة والمتعة والحب والأمل والقناعة، وجد بأن الراهبات اللواتي يستندن إلى الشعور الإيجابي في حياتهن يعشن لمدة عشر سنوات إضافية بالقياس إلى النساء اللواتي ينخفض لديهن الشعور الإيجابي" .
و قد قال د. إبراهيم الفقي في كتابه قوة التحكم في الذات: "الابتسامة كالعدوى تنتقل للغير بسهولة دون أن تكلفنا أي شيء وفوائدها عظيمة لدرجة أن الأطباء في إحدى المستشفيات الجامعية في ولاية كاليفورنيا أخذوا في تطبيق العلاج على بعض المرضى مستخدمين تأثير الضحك في شفائهم، و كانت الأفلام الفكاهية و العروض الكوميدية أحد البنود التي كان الأطباء ينصحون بها مرضاهم و كانت النتائج مدهشة"..
هل بعد كل ما سمعته لا زلت لا تؤمن بتأثير الصحة النفسية على الصحة الجسدية و بتأثير الصحة الجسدية على الصحة النفسية؟
ـ فن نسيان الماضي المؤلم: أعرف أناساً حدثت لهم مصيبة منذ عشر سنوات، ولكن مازالت أثارها السيئة تحكمهم..
إن الماضي كنز من الخبرات، إذ كما أن الخبرة هي مطلب أصحاب العمل الأولى، كذلك ماضيك، إنه مطلب مستقبلك الأول، و ليس الماضي للنوح و استرجاع الألم.
قال د. إبراهيم الفقي في كتابه قوة التحكم في الذات: "إذا كنت تعيش مع الماضي فهذا ما ستكون عليه حياتك تماماً في الحاضر و المستقبل، فالعيش مع الماضي هي سبب أساسي للفشل، حيث أن الماضي قد انتهى إلى الأبد، و يمكننا فقط أن نتعلم منه و نستفيد من المعرفة التي اكتسبناها و من الدروس التي مرت بنا، و ذلك بهدف تحسين ظروف حياتنا، و قد قال جون جريندر أحد مؤسسي البرمجة اللغوية العصبية "لا يتساوى الماضي مع المستقبل" و هذه حقيقة فعلاً، فالمهم أن تكون عندك القوة لإطلاق سراح الماضي و العيش في الحاضر بكل معانيه..
وقال أيضاً: بالطبع يمكنك أن تسامح أي شخص، و أن تطلق سراح الماضي و العواطف السلبية المصاحبة له، و لكن في نفس الوقت يجب أن تتذكر ما استوعبته من الدروس حتى تتمكن من مواجهة المواقف المشابهة، و تتمكن من التصرف بطريقة صحيحة". .
موقع السعادة بين العلوم و الفنون:
ـ محتويات هذا الفصل:
1- السعادة و الزواج:
2- السعادة و الميول الدراسية:
3- السعادة و المال:
4- السعادة و الغضب:
5- السعادة و القلق و الخوف:
6- السعادة و الإنفاق:
7- السعادة و الذكاء:
8- السعادة و أحلام اليقظة:
9- السعادة و التكنولوجيا:
10- السعادة و الحسد:
11- السعادة و التطور الدائم:
12- السعادة و الدين:
13- السعادة و العمل:
14- السعادة و الملل (الفراغ):
15-السعادة المعدية:
16- السعادة و التقدير:
17- السعادة المرتبطة بمستوى تطور الدولة:
18- السعادة و النِعَمْ:
19- آلية النظر إلى نصف الكأس المليء:
20- السعادة و المماطلة:
21- السعادة و سر تحقيق الأهداف الكبيرة:
22- السعادة و الشهرة:
23- السعادة و الإدراك الداخلي:
24- السعادة و أهمية الوقت:
25- السعادة و الانتقام:
26- السعادة و المرحلة العمرية:
27- السعادة و التغيير:
28- السعادة و الأمل:
29- السعادة عن طريق النقاط:
30- السعادة و الأحاسيس:
31- السعادة عن طريق اللمس (المعانقة) و الاحتضان:
32- السعادة و الثقة بالنفس:
33- السعادة و المهارة:
34- السعادة و الاقتصاد:
35- السعادة و الأفكار:
36- السعادة عن طريق الأدوية:
37- السعادة و القراءة:
38- السعادة و الفشل:
39- السعادة و الاسترخاء:
40- السعادة و الثقة بالنفس:
41- هل السعادة تزيد مع تقدم العمر؟
42- تعلّم من التعساء:
43- الابتسام دليل السعادة:
44- السعادة و المنظومة الاعتقادية الداخلية:
45- السعادة و عادات المرء:
46- السعادة و الهوايات:
47- السعادة و التدرّج:
48- السعادة و الانفتاح على الآخر:
49- السعادة المرتبطة بالمكان و الزمان:
50- السعادة و المزاجية:
51- السعادة و الاستقرار:
52- السعادة و الحظ:
53- السعادة و الوراثة:
54- السعادة و العجز:
55- السعادة و التكبر:
56- السعادة و الاختلاف في الرأي:
57- لا تغالي إذا اختلفت مع أحدهم:
58- قرار السعادة:
59- السعادة عند المتقاعدين:
60- السعادة و الطاقة الكامنة:
61- تأثير النفس على الجسد:
62- السعادة و آلية التوقع:
63- السعادة و الصبر:
64- السعادة و التصالح مع النفس:
65- السعادة و المحبِطون:
66- المثل الأعلى في السعادة:
67- السعادة و القدرات العقلية:
68- السعيد و أسرته:
69- السعادة و التجديد:
69- السعادة و التجديد:
70- خذ الأمور ببساطة:
71- السعادة و التعلم من السعداء:
72- السعادة و الجهد المضني:
1- السعادة و الزواج:
إذا كنت متفقاً مع زوجك فقد قطعت نصف السعادة، و إذا لم تتفق مع زوجك فقد خسرت نصف السعادة.
"فقد قال البرفيسور ازووالد إن المال ليس العامل الوحيد الذي يؤثر على الصحة النفسية والسعادة لدى الفرد.
بل هناك العديد من العوامل في الحياة التي تولد السعادة والراحة النفسية - منها التوفيق في الزواج والعمل.
و بما أن الخبراء يؤكدون أن مفتاح العلاقات السعيدة قد يكون في تقبل أنه لا مهرب من المرور ببعض الأوقات البائسة.
لذلك فقد قال المعالجون النفسيون من جامعة ولاية كاليفورنيا، كلية نورث ريدج وفيرجينيا، إن تقبل أن تلك المشكلات سوف تحدث، أفضل من السعي المستمر نحو الكمال"1.
ألا تشاطروني الرأي أن كثير من الشباب و الشابات يحلمون بالزواج الموجود داخل قصر من العسل، و سرير من الورود، و لا يرونه مسؤولية و بناء أسرة..
"ويلقي الخبراء باللوم على القصص الخيالية الموجودة في كل مجتمع عن الحب والغرام وبعض قصص الحب الحديثة في استمرار أسطورة أنه بالإمكان البقاء في علاقة كاملة لا تشوبها شائبة ولا يعتريها فتور.
من الخرافة الاعتقاد أنه بالإمكان تحقيق حالة خالية من المعاناة ببذل الجهد الكافي
يجب أن يعمل المرء على فهم شريك حياته عبر التحاور والتواصل، بدلا من مطالبتهم بالكمال
فقد قالت نادين فيلد - خبيرة استشارات نفسية:
إنه من الهام التروي قليلا واختبار ما يقصده الشخص حينما يقول إنه سعيد أو يبحث عن السعادة وعن علاقة صحيحة، لأنه لا أحد يمكن أن يتمتع بحياة أو علاقة في حالة سعادة دائمة - إذ لا بد أن تعتريها أوقات صعبة.
وتؤكد إنه من قبيل "الوهم" أنه بالإمكان الوصول إلى الكمال في العلاقات وإن السعي لتحقيق حالة مستحيلة يمكن أن يؤدي إلى خيبة أمل مرة.
إن خيبة الأمل بدورها قد تجعل المرء يركز على الجوانب السلبية في العلاقة، بما يقود بدوره إلى المزيد من الإحباط والاستياء.
لا أمل من تكرار هذه الجملة: الزواج المثالي موقعه في الجنة.
لذا تقول جان باركر من رابطة العلاج الأسري: "خبراء الدراسة على حق في إشارتهم إلى أن السعي نحو علاقة مثلى قد يوقع ضررا" .
"و الطريف في الأمر أن صحيفة ديلي تلغراف البريطانية ذكرت أن دراسات كشفت أن نوم الزوجين كل في غرفة منفصلة من شأنه تقوية العلاقة الزوجية بينهما وإضفاء أجواء من المرح والسعادة والشوق والهناء والحيوية على البيت"2.
عزيزي القارئ: لا تنتظر الزواج لتغير اعتقاداتك و نظراتك، لأن تغييرها بعد الزواج سيكون أصعب..
"فقد أوضحت دراسة بالولايات المتحدة أن معظم المتزوجين حديثا يمرون بفترة سعادة عاطفية قصيرة بعد الزواج، لكنهم سرعان ما يعودون إلى نفس النظرة التي كانوا يرون بها الحياة قبل الزواج.
وقد تابع الباحثون أكثر من 24 ألف شخص خلال الفترة من عامي 1984 إلى 1995 وطلبوا من المشاركين أن يحددوا سنويا معدل رضاهم عن حياتهم بالتدرج من صفر الذي يمثل عدم السعادة على الإطلاق إلى 10 التي تمثل السعادة التامة, مؤكدين أن متوسط زيادة الرضا عن الحياة نتيجة الزواج كان ضعيفا وبلغ عشر النقطة على المقياس المحدد للسعادة"3.
وقال الباحثون "وجدنا أن الناس لا يزدادون رضا بعد الزواج عما كانوا عليه قبل الزواج". ووجدت الدراسة التي استغرقت 15 عاما أن الأشخاص الذين كانوا راضين عن حياتهم بالفعل قبل الزواج هم الأشخاص الذين من المرجح أن تطول فترة زواجهم..
واعتمدت النتائج على قياس المتوسط للتوصل إلى أن السعادة تجربة شخصية"3..
لذا لا تعلّق سعادتك على الزواج، و لا تؤجلها لما بعد الزواج.
2- السعادة و الميول الدراسية:
ما رأيك أن دراسة جديدة كشفت أن الموضوع الذي يدرسه الطالب في الجامعة يمكن أن يترك تأثيرا كبيرا على سعادة الشخص في عمله.
"و أن أكثر الأشخاص سعادة بعملهم هم الذين اختاروا الطب أو الزراعة. أما أكثر الأشخاص تعاسة فهم الذين اختاروا فن العمارة.
و لعل السبب في ذلك كما يقول الأكاديميان في جامعة ووريك، ري ليدون وأندرو أوزولد، يعود إلى القيود التي تضعها دراسة موضوع معين على خيارات الطالب المتعلقة بحياته المهنية لاحقا.
حيث أن فريق البحث وجد أن الأشخاص الذين درسوا مواضيع واسعة لها تطبيقات أوسع في الحياة المهنية فإنهم أصبحوا أكثر سعادة" .
لذا وسعوا آفاق دراستكم بأن تصلوا كما يقول د.إبراهيم الفقي إلى قانون التحكم.. و هو أن يكون عندك أكثر من بديل..
"ففي الدراسة السابقة يُعتقد أن الطلاب الذين درسوا علم الزراعة كانوا سعداء لأن بإمكانهم أن يعملوا في العديد من الوظائف المتنوعة، مثل العمل في زراعة الأرض أو في صناعة الأغذية وغيرها. وقال الأكاديميان إن المعلمين والمدرسين كانوا من الأشخاص الذين أظهروا درجة أقل من السعادة في العمل، وكذلك الأمر بالنسبة للأشخاص الذين درسوا اللغات الأجنبية والعلوم الحياتية وإدارة الأعمال..
إن المشكلة تكمن في أن يمضي الطالب في دراسة التعليم على سبيل المثال سنينا طويلة ليكتشف فيما بعد أن المجال ليس محببا لديه، فماذا يفعل عندئذ؟
لكن بعض فروع التعليم مثل الرياضيات والكمبيوتر على سبيل المثال، تفتح مجالا آخر لدارسيها غير التدريس.
كما وجد الباحثون مستوى أكبر من السعادة في العمل بين الخريجين من الجامعات التقليدية العريقة مما هو عليه في الجامعات الجديدة. و السبب في ذلك لأن التخرج من هذه الجامعات يسهل الحصول على وظيفة أفضل وراتب أكبر"2.
لذا استمع إلى نداء ميولك الدراسي لتزداد سعادتك، و لا تستمع إلى من ينصحونك بدخول مجالات دراسية قد تكون أكثر بريقاً في المجتمع إلا أنها لا تتوائم مع ما تحبه، فتفشل في هذا المجال.
3- السعادة و المال:
هل أنت ممن يؤمنون أن للمال علاقة وثيقة بالسعادة، إذن تعال إلى قالته الدراسات حول ذلك..
ففي بحث نشرته جامعة وريك مفاده: "أن يربح المرء ألف جنيه إسترليني قد يؤدي إلى تغيير نظرته إلى الحياة.
ولكن من غير المحتمل أن يؤدي ربح أقل من مليون جنية إسترليني إلى تأثير طويل المدى على حياة المرء. ووجد الباحثون أن الزواج الموفق والصحة الجيدة قد يجعلان الناس أكثر سعادة من المال" .
و لكن هل هذا يعني أن ينعم الواحد منا بالفقر، و يتمتع بالكسل و الفتور، و إذا لاحت له فرصة قد تدر عليه مالاً، هل يعني أن يركلها بعيداً..
"وجدنا علاقة قوية بين الربح المادي وشعور المرء بالسعادة والصحة النفسية.. البروفيسور اندرو اوزوالد الذي يرأس فريق الباحثين
وقال: إن مبلغا صغيرا من المال لن يحل مشكلة صحية كبيرة أو مشكلة نفسية معقدة، ولكن بإمكاننا أن نلاحظ تحسنا في صحة المرء النفسية بمجرد أن يربح قليلا من المال.
بشكل عام كلما زاد الربح كانت النتيجة فرحا اكبر. المبالغ الكبيرة أفضل من المبالغ الصغيرة، و أيضاً أسفر البحث عن أن النساء أميل إلى الإحساس بالسعادة بالمال وأن الأفراد في الثلاثينات من أعمارهم أقل إحساسا بالسعادة بالمال"2..
"و هناك فريق بحث حلل استبيانات حملت إجابات إزاء مظاهر مختلفة للحياة، حيث وجد الفريق أن السعداء هم الذين يكسبون دخلا مرتفعا.
و لكن هذا الكلام مبالغ فيه إلى حد ما.. فقد عثرت على دراسة مسحية جديدة لفريق مرموق من علماء النفس والاقتصاد قالت إن الارتباط بين الدخل والسعادة مبالغة كبيرة، بل هو إلى حد كبير وهم.
ووجد الباحثون أن الزيادة في الدخل لها تأثير قصير الأمد نسبياً على شعورهم بالرضا عن الحياة.
لذا لا تنبذ كل قلناه سابقاً عن السعادة و تتحول إلى جامع أموال لتتحول إلى السعادة..
فيلاحظ أن الدول التي تشهد ارتفاعاً في مستوى الدخل لا تشهد ارتفاعاً مناظراً في شعور المواطنين بالرفاه والسعادة. والشعور بالرضا عن الحياة لا ينحو للارتفاع مع ارتفاع متوسط دخل الفرد السنوي على المستوى القومي، ولكن هناك زيادة صغيرة في الشعور بالرضا لدى تجاوز متوسط الدخل الفردي سنوياً 12 ألف دولار.
ولتعليل قلة تأثير ارتفاع الدخل على السعادة تظهر دراسة أن مستوى الدخل النسبي وليس كمية الدخل بحد ذاته يؤثر على الشعور بالرفاه، فإذا أصبح الفرد أغنى من أقرانه فسيشعر أنه أفضل حالا منهم. وسرعان ما يتخذ أصدقاء جددا أغنياء، وعندها ستصبح ثروته النسبية أقل مما كانت عليه في البدء..
كذلك يعتاد الناس بسرعة على الأشياء المستجدة في حياتهم التي مكنتهم الثروة من الحصول عليها، كما تتصاعد مستويات الثروة التي يتطلع الناس إلى تحقيقها مع ارتفاع دخولهم، إذ إنه لا يملأ عين الإنسان إلا التراب..
وعندما يبدأ الفرد في اكتساب مال أكثر ينفق في ذلك وقتا أطول، وبالتالي يتمتع بوقت فراغ أقل. لذلك يلاحظ الباحثون أن الأنشطة التي ينفق ذوو الدخل المرتفع أوقاتاً أطول فيها لا تجلب أو ترتبط بأي سعادة إضافية، بل ترتبط بشيء من التوتر وبالإجهاد" .
4- السعادة و الغضب:
إذا كنت من النوع الغضوب و تعتقد أن الغضب لا يؤثر على السعادة.. فأنا أدعوك إلى هذه الجولة السريعة في عالم الغضب..
فالغضب كصورة من صور الانفعال النفسي يؤثر على قلب الرجل تأثيراً يشبه تأثير العدو أو الجري..
انفعال الغضب يرفع من ضربات القلب و انقباضاته في الدقيقة الواحدة أضعافاً، تُضاعف كمية الدم التي يدفعها القلب إلى الأوعية.. القلب حينما يخفق بجهد استثنائي و يستمر هذا الخفقان الاستثنائي يضعف، و قد يتضخّم..
هناك أمراض كثيرة، كأمراض الشريان التاجي و أمراض ضغط الدم و أمراض الأوعية و أمراض الدسّامات.. أكثرها تأتي عقب انفعال شديد جداً.
الإنسان مجهّز بآلية عجيبة.. حينما يرى شيئاً مخيفاً أو يرى حشرة قاتلة تنطبع صورتها في شبكية العين، هذه الصورة تنتقل إلى الدماغ إدراكاً، و الدماغ ملك الجهاز العصبي، و هناك جهاز هرموني له ملكة هي الغدة النخامية، يجري اتصال بين الدماغ و بين الغدة النخامية أن هناك خطر فتصرفي، ترسل أمراً إلى الكظر، و هذا الأخير يرسل أمر إلى القلب فيرفع النبضات، فلو فحصت قلب خائف ترى نبضه متسارعاً، يرسل أمراً آخر إلى الرئتين ليرتفع وجيبهما، فلو رأيت رئتي خائف لرأيتهما يخفقان سريعاً، يرسل أمراً ثالثاً إلى أوعية الدم تضيق لمعتها ليُوفر الدم من المحيط إلى العضلات، فلو نظرت إلى وجه خائف تراه مصفراً، ثم لو فحصت دم خائف لوجدت فيه هرمون التجلّط بأعلى مستوى و لوجدت فيه كميات من السكر إضافية..
كل هذا يجري في لمح البصر.. حينما ترى أفعى أو تتعرض لمشكلة مخيفة تتبدل هذه الأعراض..
الغضب يشبه الخوف في إحداث هذا التأثير، فدائماً القلب بحالة انقباض مرتفعة و الضغط مرتفع و الوجيب مرتفع و هرمون التجلّط مرتفع و السكر مرتفع و هذا من نتائج الغضب.
هل بعد كل ما سمعته عن الغضب بعد الآن، ستستمر في هذا النهج، أم ربما ستخضع لدورة في إدارة الغضب؟
تخيل لو بعد شهر سيتم أمراً رائعاً هل كنت ستغضب من كلمة أو موقف سببا الإساءة لك؟ إذن نحن نمتعض بسبب الانهزام الداخلي الذي نعيشه في داخلنا، و لو كنا دائماً مفعمين بالأمل و النجاح لما هزتنا إزعاجات الدنيا كلها، لأننا محصنين بالمعنويات العالية، لذا هذا الشعور بإمكانك أن تخلقه بيدك، و ذلك بأن تتعلم كيف تعمّر داخلك بالأمل الكبير الذي ينتظرك.
أنواع السعادة:
أعزائي القرّاء: لقد وقع جدل كبير حول إمكانية أن يكون للسعادة أنواع، أم هي مجرد موجودية عنصر الرضا.. و أنا من خلال بحثي المستفيض وجدت من الإجحاف بحق السعادة كعلم.. و أنا هنا ليس لي شأن بالذي يرى السعادة مجرد شعور، وجدت أنها لا تقتصر على عنصر الرضا أبداً، و إن كان هو الرئيس و المهيمن.. فعلى سبيل المثال: إن الذي ينفعل بسعادة مؤقّتة زالت بعد حين، هذا شعر بسعادة بكل معنى الكلمة، و لكن كانت سعادته مؤقّتة.
و عليه.. بتَّ مقتنعاً معي أن هناك سعادة مؤقتة و سعادة دائمة، و بالتالي بت مقتنعاً بأن السعادة أنواع، و إذا كان الأمر كذلك.. فانطلق معي إلى أنواع السعادة:
1-السعادة العميقة. 2- السعادة السطحية. 3- السعادة الطويلة الأمد. 4- السعادة القصيرة الأمد. 5- السعادة الكبيرة. 6- السعادة الصغيرة. 7- السعادة المتعدية. 8- السعادة اللازمة. 9- السعادة القوية. 10- السعادة الضعيفة. 11- السعادة المركبة. 12- السعادة البسيطة. 13- السعادة المنهجية. 14- السعادة العبثية. 15- السعادة العلمية. 16- السعادة الجاهلة. 17- السعادة الجماعية. 18- السعادة الفردية. 19- السعادة المنطقية. 20- السعادة الغير منطقية. 21- السعادة الإيثارية. 22- السعادة الأنانية. 23- السعادة الواقعية. 24- السعادة الخيالية.
ـ كثير من الناس يركضون وراء السعادة المزيفة ظناً منهم أنها السعادة الحقيقية.. كالحصول على الشهرة مثلاً.. فقد أثبتت كثير من الدراسات أن كثيراً من المشاهير أشقياء في حياتهم، فقد انتحر أشهر فنانَين في التاريخ: إلفس برسلي و مارلين مونرو.. و معظم الممثلين و المطربين العالميين يخرجون من حالة طلاق إلى أخرى، و من مركز تأهيل إلى انهيار عصبي.. فلا تلهث وراء الشهرة و تُعَنْون بها سعادتك المزعومة، و لا تجعلها هدفاً بحد ذاتها.
و أيضاً كالتفاخر بالثراء من منزل جميل و سيارة فارهة.. و التغنّي بالوسامة، و الأسفار السياحية المتلاحقة، و الجري وراء الملذات.
كل هذه السعادات المزيفة و غيرها، لا أقول أنها لا تعطي سعادة فقط، بل و تسلبها.