أين نحن من الفاروق رضي الله عنه وأرضاه... اللهم رد أمة الإسلام إلى دينها رداً جميلابل أين الأمة كلها الآن من الفاروق
اين نحن من الفاروق عمر
روي أنه بينما كان يعس بالمدينة إذا بخيمة يصدر منها أنين امرأة،
فلما اقترب رأى رجلا قاعدًا فاقترب منه وسلم عليه، وسأله عن خبره، فعلم أنه جاء من البادية،
وأن امرأته جاءها المخاض وليس عندها أحد، فانطلق عمر إلى بيته فقال لامرأته "أم كلثوم بنت علي"
هل لك في أجر ساقه الله إليك؟ فقالت: وما هو؟ قال: امرأة غريبة تمخض وليس عندها أحد ـ قالت نعم إن شئت فانطلقت معه،
وحملت إليها ما تحتاجه من سمن وحبوب وطعام، فدخلت على المرأة، وراح عمر يوقد النار حتى انبعث الدخان من لحيته،
والرجل ينظر إليه متعجبًا وهو لا يعرفه، فلما ولدت المرأة نادت أم كلثوم "عمر" يا أمير المؤمنين، بشر صاحبك بغلام،
فلما سمع الرجل أخذ يتراجع وقد أخذته الهيبة والدهشة، فسكن عمر من روعه وحمل الطعام إلى زوجته لتطعم امرأة الرجل،
ثم قام ووضع شيئًا من الطعام بين يدي الرجل وهو يقول له: كل ويحك ... فإنك قد سهرت الليل!
اين نحن من الفاروق عمر
علم عن امرأة تغلي الحصى لتلاهي أولادها حتى يناموا وذلك لانها لا تجد من الطعام أقله.
سارع الفاروق ليحمل لها الغذاء على ظهره وهو امير المؤمنين ، ونهر من قال له : أحمل عنك يا امير المؤمنين ،
زجره قائلا: أتحمل عني وزري يوم القيامه. وذهب عمر وأطعم الاطفال مع أمهم ،
وبكى عمر لما رأى ، وأمر باجراء النفقة لهم من بيت المال.
اين نحن من الفاروق عمر
وجد الفاروق في يد ابنه الأصغر ذات يوم قطعة من البرنز لا تساوي شيئاً .
فسأله : من أعطاك هذه القطعة من البرنز يا غلام ؟
فقال له الغلام : أعطانيها عامل بيت المال يا أبتاه ، فذهب مع ابنه إلى عامل بيت المال وقال له: من الذي أمرك أن تعطي ابن عمر هذه القطعة ؟
فقال : يا أمير المؤمنين لقد قمت بجرد الخزانة فوجدتها ذهباً وفضة ولم أجد قطعة من البرنز إلا هذه فأعطيتها لابنك ،
فاحمر وجه عمر رضي الله عنه غيظاً وغضباً وقال له: ثكلتك أمك .. هل فتشت في بيوت المسلمين فلم تجد بيتاً يأكل الحرام إلا بيت عمر ... خذ القطعة وضعها في مكانها .
---
السؤال الان :
هل يوجد قائد في الشعوب والحضارات على مر التاريخ البشري يحكم 3 قارات تقريبا بهذه الامانة ؟
اين نحن من الفاروق عمر
أتى شابّان إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان في المجلس وهما يقودان رجلاً من البادية فأوقفوه أمامه قال عمر: ما هذا
قالوا : يا أمير المؤمنين ، هذا قتل أبانا
قال: أقتلت أباهم ؟
قال: نعم قتلته !
قال : كيف قتلتَه ؟
قال : دخل بجمله في أرضي ، فزجرته ، فلم ينزجر، فأرسلت عليه حجراً ، وقع على رأسه فمات...
قال عمر : القصاص .... الإعدام .. قرار لم يكتب ... وحكم سديد لا يحتاج مناقشة ، لم يسأل عمر عن أسرة هذا الرجل ، هل هو من قبيلة شريفة ؟ هل هو من أسرة قوية ؟ ما مركزه في المجتمع ؟ كل هذا لا يهم عمر - رضي الله عنه - لأنه لا يحابي أحداً في دين الله ، ولا يجامل أحدا ًعلى حساب شرع الله ،
ولو كان ابنه القاتل ، لاقتص منه .. قال الرجل : يا أمير المؤمنين : أسألك بالذي قامت به السماوات والأرض أن تتركني ليلة
، لأذهب إلى زوجتي وأطفالي في البادية ، فأُخبِرُهم بأنك سوف تقتلني ، ثم أعود إليك ،
والله ليس لهم عائل إلا الله ثم أنا .
قال عمر : من يكفلك أن تذهب إلى البادية ، ثم تعود إليَّ؟ فسكت الناس جميعا ً، إنهم لا يعرفون اسمه ، ولا خيمته ، ولا داره ولا قبيلته ولا منزله ، فكيف يكفلونه ، وهي كفالة ليست على عشرة دنانير، ولا على أرض ، ولا على ناقة ، إنها كفالة على
الرقبة أن تُقطع بالسيف ..
ومن يعترض على عمر في تطبيق شرع الله ؟ ومن يشفع عنده ؟ومن يمكن أن يُفكر في وساطة لديه ؟ فسكت الصحابة ، وعمر مُتأثر ، لأنه وقع في حيرة ، هل يُقدم فيقتل هذا الرجل ، وأطفاله يموتون جوعاً هناك أو يتركه فيذهب بلا كفالة ، فيضيع دم المقتول ، وسكت الناس ، ونكّس عمر رأسه ، والتفت إلى الشابين : أتعفوان عنه ؟
قالا : لا ، من قتل أبانا لا بد أن يُقتل يا أمير المؤمنين..
قال عمر : من يكفل هذا أيها الناس ؟!! فقام أبو ذر الغفاريّ بشيبته وزهده ، وصدقه ، وقال:
يا أمير المؤمنين ، أنا أكفله
قال عمر : هو قَتْل ، قال : ولو كان قاتلا!
قال: أتعرفه ؟
قال: ما أعرفه ، قال : كيف تكفله ؟
قال: رأيت فيه سِمات المؤمنين ، فعلمت أنه لا يكذب ، وسيأتي إن
شاءالله
قال عمر : يا أبا ذرّ ، أتظن أنه لو تأخر بعد ثلاث أني تاركك!
قال: الله المستعان يا أمير المؤمنين ...
فذهب الرجل ، وأعطاه عمر ثلاث ليال ٍ، يُهيئ فيها نفسه، ويُودع أطفاله وأهله ، وينظر في أمرهم بعده ،ثم يأتي ، ليقتص منه لأنه قتل ....
وبعد ثلاث ليالٍ لم ينس عمر الموعد ، يَعُدّ الأيام عداً ، وفي العصرنادى في المدينة :
الصلاة جامعة ، فجاء الشابان ، واجتمع الناس ، وأتى أبو ذر وجلس أمام عمر ، قال عمر: أين الرجل ؟ قال : ما أدري يا أمير المؤمنين!
وتلفَّت أبو ذر إلى الشمس ، وكأنها تمر سريعة على غير عادتها ، وسكت الصحابة واجمين ،
عليهم من التأثر مالا يعلمه إلا الله.
صحيح أن أبا ذرّ يسكن في قلب عمر ، وأنه يقطع له من جسمه إذا أراد لكن هذه شريعة ، لكن هذا منهج ، لكن هذه أحكام ربانية ، لا يلعب بها اللاعبون ولا تدخل في الأدراج لتُناقش صلاحيتها ، ولا
تنفذ في ظروف دون ظروف وعلى أناس دون أناس ، وفي مكان دون مكان...
وقبل الغروب بلحظات ، وإذا بالرجل يأتي ، فكبّر عمر ،وكبّر المسلمون معه
فقال عمر : أيها الرجل أما إنك لو بقيت في باديتك ، ما شعرنا بك وما
عرفنا مكانك !!
قال: يا أمير المؤمنين ، والله ما عليَّ منك ولكن عليَّ من الذي يعلم السرَّ وأخفى !! ها أنا يا أمير المؤمنين ، تركت أطفالي كفراخ الطير لا ماء ولا شجر في البادية ،وجئتُ لأُقتل..
وخشيت أن يقال لقد ذهب الوفاء بالعهد من الناس فسأل عمر بن الخطاب أبو ذر لماذا ضمنته؟؟؟
فقال أبو ذر :
خشيت أن يقال لقد ذهب الخير من الناس فوقف عمر وقال للشابين : ماذا تريان؟
قالا وهما يبكيان : عفونا عنه يا أمير المؤمنين لصدقه.. وقالوا نخشى أن يقال لقد ذهب العفو من الناس !
قال عمر : الله أكبر ، ودموعه تسيل على لحيته ..... جزاكما الله خيراً أيها الشابان على عفوكما ، وجزاك الله خيراً يا أبا ذرّ يوم فرّجت عن هذا الرجل كربته ، وجزاك الله خيراً أيها الرجل لصدقك ووفائك ...
وجزاك الله خيراً يا أمير المؤمنين لعدلك و رحمتك.... قال أحد المحدثين :
والذي نفسي بيده ، لقد دُفِنت سعادة الإيمان والإسلام في أكفان عمر!!.
اين نحن من الفاروق عمر
جاء يسأل عنه رسول كسرى ليفاوضه فى شأن الصلح، فوجده نائما تحت شجرة،لقد وجد خليفة المسلمين الذين دوخوا كسري،ورجال قيصر ،وأنزلوهم من صياصيهم ،وقلاعهم الحصينة صاغرين ،وجد عمر نائما فى العراء تحت شجرة،يتوسد حذاءه، فبهت رسول قيصر، وقال: (حكمت ،فعدلت، فأمنت، فنمت يا عمر).
اين نحن من الفاروق عمر
عندما افتتح المسلمون بيت المقدس الشريف طلب البطريك(صوفونيوس)إلى القائد عمر بن العاص(رضى الله عنه)قائد جيش المسلمين أن يطلب حضور أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ليتسلم بشخصه بيت المقدس المطهر، وليوقع معاهدة الصلح والسلام بين الطرفين،فلم تأخذ عمر العزة أو الكبرياء،بل استجاب لطلب المغلوبين فى تسامح وتواضع، رغم أن بعض المسلمين اعترض على ذهابه إلى فلسطين،وأصر عمر على الذهاب من المدينة المنورة إلى بيت المقدس بفلسطين العربية على ظهر دابة بتناوبها هو وخادمه، متحملا مشاق الطريق وصعابه،فما أن وصل إلى البيت حتى سلمه البطريك مفاتيحه، فقام بزيارة كنيسة القيامة، وفى أثناء ذلك حان وقت صلاة الظهر ،فهم الفاروق عمر بالخروج من رحاب الكنيسة ، ولكن البطريك حاجه قائلاً: إن الإسلام لا يمنع من الصلاة فى أى مكان ،وطلب إليه أن يصلى فى الكنيسة ،فاعتذر عمر عن فعل ذلك، لا كرهاً للصلاة فى الكنيسة ،وهى بيت من بيوت الله يذكر فيها أسمه ،بل لأنه خشى أن يأتى المسلمون من بعده فى يوم من الأيام ،ويتخذ هذا المكان مسجداً لهم، قائلين:هنا صلى عمر!.
----
لله درك يا أبن الخطاب، ما اعدلك ،وما أبعد نظرك،ورؤيتك الحكيمة!!.
ثم أعطى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أهل إيلياء هذا العهد الخالد والذى جاء فيه : "هذا ما أعطى عمر أمير المؤمنين أهل إيلياء من الأمان، أعطاهم أماناً لأنفسهم، ولكنائسهم، ولصلبانهم، لا يكرهون على دينهم ،ولا يضار أحد منهم.."
هذا هو الفاروق عمر، تلميذ نجيب لمدرسة محمد (صلى الله عليه وسلم)، حيث تعلم منه الرحمة والعدل ، وإعطاء كل ذى حق حقه، مع نظرة عقلانية صائبة بعيدة عن التهور أو الاندفاع، بعيدة عن المهاترات والأوهام ، بعيدة عن عدم الواقعية، وهكذا كان الإسلام دائماً دين المنطق والعقل والوعي، دين التخطيط السليم، دين الرؤية الواقعية الصائبة