فوائد القرآن الصحية
القرآن شفاء
ورحمة
القرآن والقلق
توجيه ومنهج فكر
شفاء للمجتمع
يعيد الهدوء للنفس
يشفي من الأمراض قال تعالى [
وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا
خسارا ] (الإسراء 57)
إن القرآن الكريم الذي أنزله الله تعالى على رسوله محمد صلى الله
عليه وسلم ليس فقط كتاب دين أو كتاب فقه، إنه كتاب جامع معجز جمع
بين دفتيه كل صنوف العلم، وكل أشكال الحكمة، وكل دروب الأخلاق
والمثـل العليا، وكذلك كل تصانيف الأدب، وكما قال تعالى في سورة
الأنعام [ ما فرطنا في الكتاب من شئ] (38)، ومن بين ما جمع القرآن
الكريم من علوم جمع أيضا علم الطب والشفاء، فكان حقا هدى وشفاء
ورحمة كما وصفه قائله جل وعلا [ يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من
ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين ] (يونس 57)
فالقرآن شفاء ورحمة لمن غمر الإيمان قلوبهم وأرواحهم، فأشرقت
وتفتحت وأقبلت في بشر وتفاؤل لتلقى ما في القرآن من صفاء وطمأنينة
وأمان، وذاقت من النعيـم ما لم تعرفه قلوب وأرواح أغنى ملوك الأرض.
ولنستمع معا إلى هذه الآيات ولنر أثرها على أنفسنا كتجربة حية:
[ وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون واذكر ربك
في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن
من الغافلين إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه، وله
يسجدون ]
(الأعراف 204 - 206)
إنه حقا سد
منيع يستطيع الإنسان أن يحتمي به من مخاطر كل الهجمات المتتالية
على نفسه وقلبه، فيقي القلب من الأمراض التي يتعرض لها كما أنه
ينقيه من الأمراض التي علقت به كالهوى والطمع والحسد ونزغات
الشيطان والخبث والحقد..الخ، فهو كتاب ومنهج أنزله رب العالمين على
قلب محمد صلى الله عليه وسلم ليكون لعباده هاديا ونذيرا وشفاء لما
في الصدور.
ومن المعلوم أن ترتيل القرآن حسب قواعد التجويد يساعد كثيرا على
استعادة الإنسان لتوازنه النفسي، فهو يعمل على تنظيم النفس مما
يؤدي إلى تخفيف التوتر بدرجة كبيرة، كما أن حركة عضلات الفم
المصاحبة للترتيل السليم تقلل من الشعور بالإرهاق، وتكسب العقل
حيوية متجددة.
قال تعالى [ وبالحق أنزلناه وبالحق نزل وما أرسلناك إلا مبشرا
ونذيرا وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث و نزلناه تنزيلا قل
آمنوا به أو لا تؤمنوا إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى
عليهم يخرون للأذقان سجدا ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا
لمفعولا ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا ] (الإسراء 105 -
109)
قال تعالى في
سورة العصر: [ والعصر، إن الإنسان لفي خسر، إلا الذين آمنوا وعملوا
الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ] ففي هذه السورة القصيرة
ذات الآيات الثـلاث يتمثل منهج كامل للفكر الإنساني كما يريده الله
عز وجـل، وتبرز لنا معالم شخصية المسلم كما أرادها الخالق، فعلى
امتداد الزمان في جميع العصور، وعلى طريق حياة الإنسان مع تقدم
الدهر ليس هناك إلا منهج واحد، واحـد فقط يربح دائما في النهاية
وطريق واحد فقط هو طريق النجاة، ذلك المنهج وذلك الطريق هما اللذان
تصفهما السورة وتوضح معالمهما وكل ما وراءهما ضياع وخسارة،
فالإيمان والعمل الصالح والتواصي بالحق والتواصي بالصبر هي أسس هذا
المنهج ومعالم هذا الطريق، فمن تركها فهو من الخاسرين. هكذا بكل
حسم ووضوح، هكذا وبكل إشراق المعاني وبكل دقة الألفاظ وببلاغة لا
نظير لها يصل القـرآن إلى قلب الفكرة، فيهدي إلى طريق التفكير
الصحيح ومنهج العمل المستقيم، وهكذا دائما دأب كلمات القرآن في
الوصول إلى قلب الحقائق وجوهرها من أقرب طريق و بأبلغ الألفاظ
وأقلها. إن القرآن
الكريم يجمع قلوب المسلمين على حب الواحد القهار، ويصل بين قلوبهم
وبين الباقي الأزلي الذي أبدع هذا الوجود، فيعلمهم كيف يؤمنون به
بالغيب دون رؤيتـه، ويكتفون بآثار خلقه وإبداعه على صفحة الكون
الفسيح، ويعلمهم التوكل عليه في كل أمورهم، ويزرع فيهم الإيثار
والتواد والتراحم والترابط، فتلتقي أرواحهم وترتقـي نفوسهم وتتآلف
قلوبهم برباط شفاف نسيجه حب الله والوجل من قدرته سبحانه وتعالى،
نسيج متراكب من الخوف والرجاء، من رقة الشعور وعلو الهمة، إنها
معان عميقة يتشربها القلب المؤمن من آيات القرآن الكريم فتؤدي إلى
نمو المجتمع المسلم نموا طبيعيا نحو القوة والنضج والتقدم المستمر
[ محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم
ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر
السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطئه
فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد
الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما ] (الفتح
29)
كانت نتائج
الأبحاث التي أجريت على مجموعة من المتطوعين في الولايات المتحدة
عند استماعهم إلى القرآن الكريم مبهرة، فقد تم تسجيل أثر مهدئ
لتلاوة القرآن على نسبة بلغت 97 % من مجموع الحالات، ورغم وجود
نسبة كبيرة من المتطوعين لا يعـرفون اللغة العربية؛ إلا أنه تم رصد
تغيرات فسيولوجية لا إرادية عديدة حدثت في الأجهـزة العصبية لهؤلاء
المتطوعين، مما أدى إلى تخفيف درجة التوتر لديهم بشكل ملحوظ.
ليس هذا فقط ، فلقد تمت تجربة دقيقة بعمل رسم تخطيطي للدماغ أثناء
الاستماع إلى القرآن الكريم، فوجد أنه مع الاستماع إلى كتاب الله
تنتقل الموجات الدماغية من النسـق السريـع الخاص باليقظـة (13 -
12) موجـة / ثانيـة إلى النسـق البطيء (8 - 18) موجة / ثانية وهي
حالة الهدوء العميق داخل النفس، وأيضا شعر غير المتحدثين بالعربية
بالطمأنينة والراحة والسكينة أثناء الاستماع لآيات كتاب الله، رغم
عـدم فهمهم لمعانيه !! وهذا من أسرار القرآن العظيم، وقد أزاح
الرسول صلى الله عليه وسلم النقاب عن بعضها حين قال: "ما اجتمع قوم
في بيت من بيوت الله تعالى يتلـون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا
نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله
فيمن عنده" رواه مسلم لا نظن أن
هناك على وجه الأرض من ينكر أن القرآن يزيل أسباب التوتر، ويضـفي
على النفس السكينة والطمأنينة، فهل ينحصر تأثير القرآن في النفوس
فقط ؟ إن الله تعالى يقول في سورة الإسراء [ وننزل من القرآن ما هو
شفاء ورحمة للمؤمنيـن] إذن فالقرآن شفاء بشكل عام كما ذكرت الآية،
ولكنه شفاء ودواء للمؤمنين المتدبرين لمعاني آيات الله، المهتدين
بهدى منه سبحانه وتعالى وبسنة النبي صلى الله عليه وسلم، أولئك
المؤمنون هم الذين جاء عنهم في سورة الأنفال [ إنما المؤمنون الذين
إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا
وعلى ربهم يتوكلون، الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون،
أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم ]
(الآية 2 - 4)
وإذا تساءلنا كيف يكون القرآن شفاءا للبدن ؟ فإنه من المعلوم طبيا
بصورة قاطعة أن التوتر والقلق يؤدي إلى نقص في مناعة الجسم ضد كل
الأمراض، وأنه كلما كانت الحالـة النفسية والعصبية للإنسان غير
مستقرة كلما كانت فرص تعرضه لهجمات الأمراض أكثر،وهكذا تتضح لنا
الحقيقة جلية، فالقرآن شفاء بدني كما أنه شفاء روحي ونفسي، لأنه
يعمل على إعادة توازن الجهاز النفسي والعصبي للمؤمن باستمرار
قراءته والاستماع إليه وتدبر معانيه، وبالتالي يزيد من مناعة جسمه
ويؤمن دفاعاته الداخلية، فيصبح في أمان مستمر من اختراقات المـرض
له بإذن الله، ويقاوم بتلك القوى النورانية المتدفقة الميكروبات
والجراثيم التي تهاجم في كل لحظة جسمه بضراوة في موجات متتالية
رغبة في إسقاطه في براثن المرض.
فوائد الوضوء والطهارة الصحية
أهمية الطهارة
الاستنـجاء
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الـوضـوء
قال تعالى: [ يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا
وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى
الكعبين، وإن كنتم جنبا فاطهروا] (المائدة 6).
كما قال في سورة التوبة: [ فيه رجال يحبون أن يتطهروا، والله يحب
المطهرين] (التوبة 108)
وقال سبحانه وتعالى: [ إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ]
(البقرة 222)
ويقول جل وعلا [ وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به] (الأنفال
11)
كما قال في أول سورة المدثر: [ يا أيها المدثر، قم فأنذر، وربك
فكبر، وثيابك فطهر]
وهكذا تكرر في القرآن الكريم تأكيد الخالق الحكيم سبحانه وتعالى
على قيمة الطهارة بين عباده ،وجعلها واجبة على كل المسلمين في
الوضوء لخمس صلوات في اليوم هي الفرائض، هذا غير النوافل، كما أنه
جل وعلا افترض الغسل الشرعي لتطهير الجسد في مناسبات عدة للرجال
والنساء، ويكفي بيانا لأهمية الطهارة في الإسلام أن أولى خطوات
الدخول إلى الإسلام أن يغتسل المرء ثم يتلفظ بعد الغسل
بالشهادتين.
وقد روي مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الطهور شطر
الإيمان ". وروي الطبراني أنه صلى الله عليه وسلم قال: " طهروا
هذه الأجساد طهركم
الله ". ولم يكتف الإسلام بالاهتمام بالطهارة للإنسان نفسه فقط
بل اهتم بطهارة المجتمع بشكل عام. وكمثال على هذا ما رواه الطبراني
عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم " نهى أن يبال
في الماء الجاري". وعلى هذا فإن التبول في الماء الراكد أشد نهيا
وتحريما، وقد تبين أن كثيرا من الأوبئة مثل الكوليرا والتيفود وشلل
الأطفال والتهاب الكبد المعدي تنتقل عن طريق الماء وتعيش فيه، فكان
النهي هنا واجبا لصحة الناس ومنع العدوى من تلك الأمراض،
ولأهمية الطهارة في الإسلام سر لطيف، يعيننا على إدراك قدرها،
والسر في هذا هو أن هذا الدين يعلي من قدر أتباعه حين يقولون سمعنا
وأطعنا، فيصيبهم من خير الأعمـال الصالحة التي يتقربون بها إلى
الله، والمسلم حين يتطهر إرضاء لله فإن الله يتم نعمته عليه فيسمو
بنفسه وروحه، ويأخذه إلى آفاق من الطهر والنور، ويشبع أشواقه إلى
السكينة والطمأنينة والهدوء النفسي بما لا تستطيع فعله كل عقاقير
الأرض الكيماوية.
عن جابر رضي الله عنه في سبب نزول قول الله تعالى: [ فيه رجال
يحبون أن يتطهروا، والله يحب المطهرين ] أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال: " يا معشر الأنصار إن الله قد أثنى عليكم في
الطهور، فما طهوركم ؟ قالوا: نتوضأ للصلاة، ونغتسل من الجنابة،
ونستنجي بالماء، فقال: ذاكم فعليكموه "
الاستنـجاء
لقد فطر الله جل وعلا الإنسان وجبله على أن يتخلص أولا بأول مما في
أمعائه وفي مثانته من غائط وبول وغيرهما من نفايات الجسم، حتى يظل
الجسم الإنساني في حالة من النقاء والصحة والقدرة على أداء الوظائف
الطبيعية والحيوية التي يقوم بها.
وبعد عملية التخلص تلك فإنه يجب على المسلم أن ينظف هذه الأماكن
بالماء، وفي هذا يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تنزهوا من
البول فإنه عامة عذاب القبر منه" متفق عليه، ومعنى التنزه هو
التطهر والاستنجاء. ولهذه العملية فائدة طبية وقائية عظيمة، فقد
أثبت الطب الحديث أن النظافة الذاتية لتلك الأنحاء تقي الجهاز
البولي من الالتهابات الناتجة عن تراكم الميكروبات والجراثيم ، كما
أنها تقي الشرج من الاحتقـان ومن حدوث الالتهابات والدمامل، وفي
حالة المرضى خصوصا مرضى السكر أو البول السكري فلأن بول المريض
يحتوي على كمية كبيرة من السكر، فإذا بقيت آثار البول فإن هذا يجعل
العضو عرضة للتقيح والالتهابات، وقد تنتقل الأمراض في وقت لاحق إلى
الزوجة عند الجماع، وقد يؤدي إلى عقم تام.
كذلك استن الإسلام استعمال اليد اليسرى لإزالة النجاسة، حتى تظل
اليد اليمنى المخصصة للطعام طاهرة نظيفة، وكذلك اشترط غسلها بعد
التطهر، وقد يعجب البعض مـن اهتمام الإسلام حتى بهذه الأمور، ولكن
لا عجب لمن يعرف لهذا الدين قدره، ومن يؤمن أنه الدين الذي أتمه
الله وأكمله منهاجا أبديا للبشر إلى قيام الساعة، منهاجا لا يحمل
إلا الخير لعباده المسلمين [ اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا
تخشوهم و اخشون، اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت
لكم الإسلام دينا ] (المائدة 3)
*
حدث غريب في إنجلترا:
في عام 1963 في دولة إنجلترا وبالتحديد في مدينة "داندي" حدث أن
انتشر مرض التيفود بشكل عاصف مما أصاب السكان بالذعر الشديد، وبذل
الجميع طاقاتهم في محاولات شتى لوقف انتشار المرض، وفي النهاية
اتفق العلماء على إذاعة تحذير في مختلف وسائل الإعلام يأمرون الناس
بعدم استعمال الأوراق في دورات المياه، واستبدالها باستخدام المياه
مباشرة في النظافة وذلك لوقف انتشار العدوى.
وبالفعل استجاب الناس، وللعجب الشديد توقف فعلا انتشار الوباء وتمت
محاصرته، وتعلم الناس هناك عادة جديدة عليهم بعد معرفة فائدتها،
وأصبحوا يستخدمون المياه في النظافة بدلا من المناديل الورقية،
ولكننا لسنا متأكدين ماذا يقول هؤلاء لو علموا أن المسلميـن يفعلون
هذا من أكثر من ألف وأربعمائة سنة، ليس لأن التيفود تفشى بينهم
ولكن لأن خالق التيفود وغيره من الأمراض أمرهم بكل ما يجلب لهم
الصحة والعافية فقالوا سمعنا وأطعنا [ ألا يعلم من خلق وهو اللطيف
الخبير ] (الملك 14)
أهمية الاغتسال:
يقول تعالى: [ يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم
سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنبا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا ]
(النساء 43)
ويقول جل وعلا آمرا نبيه أيوب: [ اركض برجلك هذا مغتسل بارد
وشراب] (سورة ص 42)
لقد اكتشف الإنسان على مدار التاريخ الأهمية العظمى لتنظيف بدنه عن
طريق الاغتسال وعالج به كثيرا من الأمراض، ولكن لم يعرف التاريخ
أمة جاء لها تنظيم لهذا الأمر أعظم من ذاك التنظيم الذي كرم به
الله أمة الإسلام؛
فالمسلمون كما أمرهم الخالق الحكيم سبحانه وتعالى يجب أن يغتسلوا
مع دخولهم هذا الدين لأول مرة وحتى قبل نطق شهادتي أن لا إله إلا
الله وأن محمدا رسـول الله، ويجب أن يغتسلوا بعد كل مباشرة زوجية،
وكذلك في صباح كل يوم جمعـة وصباح العيدين ؛ وكذلك تغتسل المرأة
بعد المحيض حتى تطهر، بل إنه يسن الغسـل بين الجماعين كما جاء في
صحيح مسلم: " إذا جامع أحدكم وأراد أن يعاود فعليه بالطهارة فإن
ذلك أنشط " والحكمة في هذا أن الاستحمام يجدد النشاط للجسم والعقل
ويعيد النظافة والتألق ويجعل المرء في أكمل حالاته النفسية
والجسمية.
معلومات هامة عن الاغتسال:
- الاغتسال بالماء الساخن: الاغتسال بالماء الساخن وحمامات
البخار يعمل على تفتح مسام الجسم جميعها، ويؤدي هذا بالتبعية إلى
تنفس خلايا الجسم بشكل طبيعي، ومعروف أن خلايا جسم الإنسان تحتاج
إلى عملية التنفس مثلها مثل أي كائن حي، وكذا يجدد الاغتسال بالماء
الساخن الخلايا التالفة والمتهالكة فيكتسب الجسم النشاط والحيوية،
وتهدأ الأعصاب، ولو كان الحمام الساخن في الليل فإنه يساعد على
النوم الطبيعي العميق، والحمام الساخن يقلل من احتمالات الإسهال
لأنه يعين على الهضم الجيد.
-الاغتسال بالماء البارد: الاغتسال بالماء البارد يجعل جميع
خلايا الجسم بما فيها من شرايين وأوردة تعاود الانكماش بعد التمدد،
وهذا يساعدها على اكتساب المـرونة اللازمة التي تقيها الكثير من
أمراض القلب والدورة الدموية؛ مما ينشط التنفس ويزيد من احتمالات
اعتدال النبض والضغط، والحمام البارد يفيد لمن كان بدنه نشيطا ولا
يعاني من مشكلات في الهضم، ويمكن أن يستعمل بعد الماء الساخن
لتقوية البشرة وإمداد الجسم بالحيوية والنشاط، على ألا يكون الماء
شديد البرودة. ولا يستعمل الحمام البارد عقب الجماع أو عقب الطعام
مباشرة لما يسببه من أخطار.
- الاغتسال مع التدليك: والاغتسال مع التدليك يجدد نشاط الجسم
بشكل مـدهش، ويجدد الحيوية باستمرار ويساعد على النوم الصحي
العميق، وكذا ينبه الحواس وينشط الدورة الدموية ويساعد على تخفيف
العبء الواقع على القلب. ويستحسن الاغتسال باستعمال زيت الزيتون مع
التدليك عقب ممارسة الرياضة.
الوضوء سلاح
المؤمن:
قال تعالى: [ يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة
فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى
الكعبين، وإن كنتم جنبا فاطهروا، وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء
أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا
طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه، ما يريد الله ليجعل عليكم من
حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون]
(المائدة 6)
إن الوضوء ليس مجرد تنظيف للأعضاء الظاهرة، وليس مجرد تطهير للجسد
يتـوالى عدة مرات في اليوم، بل إن الأثر النفسي والسمو الروحي الذي
يشعر به المسـلم بعد الوضوء لشيء أعمق من أن تعبر عنه الكلمات ،
خاصة مع إسباغ الوضوء وإتقانه.
فللوضوء دور كبير في حياة المسلم، وهو يجعله دائما في يقظة وحيوية
وتألق، وقد قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم: "من
توضأ فأحسن الوضوء خرجت الخطايا من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره"،
وعنه صلى الله عليه وسلم فيما رواه أحمد عن أبي أمامة: " من توضأ
فأسبغ الوضوء وغسل يديه ووجهه ومسح على رأسه وأذنيه ثم قام إلى
صلاة مفروضة غفر له في ذلك اليوم ما مشت إليه رجلاه وقبضت عليه
يداه وسمعت إليه أذناه ونظرت إليه عيناه وحدث به نفسه من سوء "
الوضوء وأسراره الثمينة:
إن عملية غسل الأعضاء المعرضة دائما للأتربة من جسم الإنسان لا شك
أنها في منتهى الأهمية للصحة العامة، فأجزاء الجسم هذه تتعرض طوال
اليوم لعدد مهول من الميكروبات تعد بالملايين في كل سنتيمتر مكعب
من الهواء، وهي دائما في حالة هجوم على الجسم الإنساني من خلال
الجلد في المناطق المكشوفة منه، وعند الوضوء تفاجأ هذه الميكروبات
بحالة كسح شاملة لها من فوق سطح الجلد، خاصة مع التدليك الجـيد
وإسباغ الوضوء، وهو هدي الرسول صلى الله عليه وسلم، وبذلك لا يبقى
بعد الوضوء أي أثر من أدران أو جراثيم على الجسم إلا ما شاء
الله.
-المضمضة: أثبت العلم الحديث أن المضمضة تحفظ الفم والبلعوم من
الالتهابات وتحفظ اللثة من التقيح، وكذا فإنها تقي الأسنان وتنظفها
بإزالة الفضلات الغذائية التي تبقى بعد الطعام في ثناياها، وفائدة
أخرى هامة جدا للمضمضة، فهي تقوي بعض عضلات الوجه وتحفظ للوجه
نضارته واستدارته، وهو تمرين هام يعرفه المتخصصون في التربية
الرياضية، وهذا التمرين يفيد أيضا في إضفاء الهدوء النفسي على
المرء لو أتقن تحريك عضلات فمه أثناء المضمضة.
- غسـل الأنــف: أظهر بحث علمي حديث أجراه فريق من أطباء جامعة
الإسكندرية أن غالبية الذين يتوضئون باستمرار قد بدا أنفهم نظيفا
خاليا من الأتربة والجراثيـم والميكروبات، ومن المعروف أن تجويف
الأنف من الأماكن التي يتكاثر فيها العديد من هذه الميكروبات
والجراثيم، ولكن مع استمرار غسل الأنف والاستنشاق والاستنثار بقوة
- أي طرد الماء من الأنف بقوة - يحدث أن يصبح هذا التجويف نظيفا
خاليا من الالتهابات والجراثيـم، مما ينعكس على الحالة الصحية
للجسم كله، حيث تحمـي هذه العملية الإنسان من خطر انتقال الميكروب
من الأنف إلى الأعضاء الأخرى في الجسم.
- غسل الوجه واليدين: ولغسل الوجه واليدين إلى المرفقين فائدة
كبيرة جدا في إزالة الأتربة والميكروبات فضلا عن إزالة العرق من
سطح الجلد، كما أنه ينظف الجلد من المواد الدهنية التي تفرزها
الغدد الجلدية، وهذه تكون غالبا موطنا ملائما جدا لمعيشة وتكاثر
الجراثيم.
- غسل القدميــن: أما غسل القدمين مع التدليك الجيد فإنه يؤدي
إلى الشعور بالهدوء والسكينة، لما في الأقدام من منعكسات لأجهزة
الجسم كله، وكأن هذا الذي يذهب ليتوضأ قد ذهب في نفس الوقت يدلك كل
أجهزة جسمه على حدة بينما هو يغسل قدميه بالماء ويدلكهما بعناية.
وهذا من أسرار ذلك الشعور الطاغي بالهدوء والسكينة الذي يلف المسلم
بعد أن يتوضأ.
- أسـرار أخرى: وقد ثبت بالبحث العلمي أن الدورة الدموية في
الأطراف العلوية من اليدين والساعدين، والأطراف السفلية من القدمين
والساقين أضعف منها في الأعضاء الأخرى لبعدها عن المركز المنظم
للدورة الدموية وهو القلب، ولذا فإن غسل هذه الأطراف جميعا مع كل
وضوء ودلكها بعناية يقوي الدورة الدموية، مما يزيد في نشاط الجسم
وحيويته. وقد ثبت أيضا تأثير أشعة الشمس ولا سيما الأشعة فوق
البنفسجية في إحداث سرطان الجلد، وهذا التأثير ينحسر جدا مع توالي
الوضوء لما يحدثه من ترطيب دائم لسطح الجلد بالماء، خاصة تلك
الأماكن المعرضة للأشعة، مما يتيح لخلايا الطبقات السطحية
والداخلية للجلد أن تحتمي من الآثار الضارة للأشعة.
فوائد الصيام الصيام الصحية
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
وقاية من
الأورام
يحمي من
السكر
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الأمراض
الجلدية
وقاية من داء الملوك
جلطة
القلب والمخ
آلام
المفاصل
فوائده الصحية يقول تعالى
في كتابه الكريم [ يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب
على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ] (البقرة 183) ويقول جل وعلا [
وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون] (البقرة 184)
فهل اكتشف العلم الحديث السر في قوله تعالى [ وأن تصوموا خير
لكم ]؟؟؟ إن الطب الحديث لم يعد يعتبر الصيام مجرد عملية إرادية
يجوز للإنسان ممارستها أو الامتـناع عنها، فإنه وبعد الدراسات
العلمية والأبحاث الدقيقة على جسم الإنسان ووظائفه الفسيولوجية ثبت
أن الصيام ظاهرة طبيعية يجب للجسم أن يمارسها حتى يتمكن من أداء
وظائفه الحيوية بكفاءة، وأنه ضروري جدا لصحة الإنسان تماما كالأكـل
والتنفس والحركة والنوم، فكما يعاني الإنسان بل يمرض إذا حرم من
النوم أو الطعام لفترات طويلة، فإنه كذلك لا بد أن يصاب بسوء في
جسمه لو امتنع عن الصيام.
وفي حديث رواه النسائي عن أبي أمامة " قلت: يا رسول مرني بعمل
ينفعني الله به، قال: عليك بالصوم فإنه لا مثل له" وقال صلى الله
عليه وسلم فيما رواه الطبراني " صوموا تصحوا " والسبب في أهمية
الصيام للجسم هو أنه يساعده على القيام بعملية الهدم التي يتخلص
فيها من الخلايا القديمة وكذلك الخلايا الزائدة عن حاجته، ونظام
الصيام المتبع في الإسلام - والذي يشتمل على الأقل على أربع عشرة
ساعة من الجوع والعطش ثم بضع ساعات إفطار - هو النظام المثالي
لتنشيط عمليتي الهدم والبناء، وهذا عكس ما كان يتصوره الناس من أن
الصيام يؤدي إلى الهزال والضعف، بشـرط أن يكون الصيام بمعدل معقول
كما هو في الإسلام، حيث يصوم المسلمون شهرا كاملا في السنة ويسن
لهم بعد ذلك صيام ثلاثة أيام في كل شهر كما جاء في سنة النبي صـلى
الله عليه وسلم فيما رواه الإمام أحمد والنسائي عن أبي ذر رضي الله
عنه: "من صام من كل شهر ثلاثة أيام فذلك صيام الدهر، فأنزل الله
تصديق ذلك في كتابه [ من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ]، اليوم
بعشرة أيام"
*
يقول " توم برنز" من مدرسة كولومبيا للصحافة:
" إنني أعتبر الصوم تجربة روحية عميقة أكثر منها جسدية، فعلى
الرغم من أنني بدأت الصوم بهدف تخليص جسدي من الوزن الزائد إلا
أنني أدركت أن الصوم نافع جدا لتوقد الذهن، فهو يساعد على الرؤية
بوضوح أكبر، وكذلك على استنباط الأفكار الجديدة وتركيز المشاعر،
فلم تكد تمضي عدة أيام من صيامي في منتجع "بولنج" الصحي حتى شعرت
أني أمر بتجربة سمو روحي هائلة "
" لقد صمت إلى الآن مرات عديدة، لفترات تتراوح بين يوم واحد وستة
أيام، وكان الدافع في البداية هو الرغبة في تطهير جسدي من آثار
الطعام، غير أنني أصوم الآن رغبة في تطهير نفسي من كل ما علق بها
خلال حياتي، وخاصة بعد أن طفت حـول العالم لعدة شهور، ورأيت الظلم
الرهيب الذي يحيا فيه كثيرون من البشر، إنني أشعر أنني مسئول بشكل
أو بآخر عما يحدث لهؤلاء ولذا فأنا أصوم تكفيرا عن هذا"
" إنني عندما أصوم يختفي شوقي تماما إلى الطعام، ويشعر جسمي
براحة كبيرة، وأشعر بانصراف ذاتي عن النزوات والعواطف السلبية
كالحسد والغيرة وحب التسلط، كما تنصرف نفسي عن أمور علقت بها مثل
الخوف والارتباك والشعور بالملل. كل هذا لا أجد له أثرا مع الصيام،
إنني أشعر بتجاوب رائع مع سائر الناس أثناء الصيام، ولعل كل ما
قلته هو السبب الذي جعل المسلمين وكما رأيتهم في تركيا وسـوريا
والقدس يحتفلون بصيامهم لمدة شهر في السنة احتفالا جذابا روحانيا
لم أجد له مثيلا في أي مكان آخر في العالم "
وقاية من الأورام يقوم الصيام
مقام مشرط الجراح الذي يزيل الخلايا التالفة والضعيفة من الجسم،
فالجوع الذي يفرضه الصيام على الإنسان يحرك الأجهزة الداخلية لجسمه
لاستهلاك الخلايا الضعيفة لمواجهة ذلك الجوع، فتتاح للجسم فرصة
ذهبية كي يسترد خلالها حيويته ونشاطه، كما أنه يستهلك أيضا الأعضاء
المريضة ويجدد خلاياها، وكذلك يكون الصيام وقاية للجسم من كثيـر من
الزيادات الضارة مثل الحصوة والرواسب الكلسية والزوائد اللحمية
والأكياس الدهنية وكذلك الأورام في بداية تكونها.
يحمي من السكر فعلا هو خير
فرصة لخفض نسبة السكر في الدم إلى أدنى معدلاتها، وعلى هذا فإن
الصيام يعطي غدة البنكرياس فرصة رائعة للراحة، فالبنكرياس يفرز
الأنسولين الذي يحول السكر إلى مواد نشوية ودهنية تخزن في الأنسجة،
فإذا زاد الطعام عن كمية الأنسولين المفرزة فإن البنكرياس يصاب
بالإرهاق والإعياء، ثم أخيرا يعجز عن القيام بوظيفته، فيتراكم
السكر في الدم وتزيد معدلاته بالتدريج حتى يظهر مرض السكر. وقد
أقيمـت دور للعلاج في شتى أنحاء العالم لعلاج مرضى السكر باتباع
نظام الصيام لفترة تزيد على عشر ساعات وتقل عن عشرين كل حسب حالته،
ثم يتناول المريض وجبات خفيفـة جدا، وذلك لمدة متوالية لا تقل عن
ثلاثة أسابيع. وقد جاء هذا الأسلوب بنتائج مبهرة في علاج مرضى
السكر ودون أية عقاقير كيميائية.
طبيب تخسيس
إنه وبلا
مبالغة أقدر طبيب تخسيس وأرخصهم على الإطلاق، فإن الصيام يؤدي حتما
إلى إنقاص الوزن، بشرط أن يصاحبه اعتدال في كمية الطعام في وقت
الإفطار، وألا يتخم الإنسان معدته بالطعام والشراب بعد الصيام، لقد
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبدأ إفطاره بعدد من التمرات لا
غير أو بقليل من الماء ثم يقوم إلى الصلاة، وهذا الهدي هو خير هدي
لمن صام عن الطعام والشراب ساعات طوال، فالسكر المـوجود في التمر
يشعر الإنسان بالشبع لأنه يمتص بسرعة إلى الدم، وفي نفس الوقت يعطى
الجسم الطاقة اللازمة لمزاولة نشاطه المعتاد.
أما لو بدأت طعامك بعد جوع بأكل اللحوم والخضراوات والخبز فإن هذه
المواد تأخذ وقتا طويلا كي يتم هضمها ويتحول جزء منها إلى سكر يشعر
الإنسان معه بالشبـع، وفي هذا الوقت يستمر الإنسان في ملء معدته
فوق طاقتها توهما منه أنه مازال جائعا، ويفقد الصيام هنا خاصيته
المدهشة في جلب الصحة والعافية والرشاقة، بل يصبح وبالا على
الإنسان حيث يزداد معه بدانة وسمنة، وهذا ما لا يريده الله تعالى
لعباده بالطبع من تشريعه وأمره لعباده بالصوم.
[ شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى
والفرقان، فمن شهد منكم الشهر فليصمه، ومن كان مريضا أو على سفر
فعدة من أيام أخر، يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ]
(البقرة 185)
الأمراض الجلدية إن الصيام
يفيد في علاج الأمراض الجلدية، والسبب في ذلك أنه يقلل نسبة الماء
في الدم فتقل نسبته بالتالي في الجلد، مما يعمل على:
- زيادة مناعة الجلد ومقاومة الميكروبات والأمراض المعدية
الجرثومية
- التقليل من حدة الأمراض الجلدية التي تنتشر في مساحات كبيرة في
الجسم مثل مرض الصدفية.
- تخفيف أمراض الحساسية والحد من مشاكل البشرة الدهنية.
- مع الصيام تقل إفرازات الأمعاء للسموم وتتناقص نسبة التخمر الذي
يسبب دمامل وبثورا مستمرة .
*
تقول السيدة "إلهام حسين" وهي ربة بيت مصرية:
" عندما كنت في العاشرة من عمري أصبت بحالة حادة من مرض الصدفية،
ذلك المرض الذي يظهر على شكل بقع حمراء تكسوها طبقة قشرية، ولم يكن
لدي أي أمل أيامها في الشفاء، بعد أن قال عدد من أشهر أطباء
الأمراض الجلدية في مصر لوالدي: يجب أن تتعودوا على هذا وأن
تتعايشوا وتتعايش ابنتكم مع الصدفية، فهي ضيف ثقيل وطويل الإقامة
"
" وبحلول العقد الثاني من عمري، وباقترابي من سن الزواج، أصبحت
أعاني من حالة اكتئاب وعزلة عن المجتمع، وضيق في الصدر لا يطاق،
واقترح علي أخيرا أحد أصدقاء أبي المتدينين الصيام، وقال لي: جربي
يا ابنتي أن تصومي يوما وتفطري يوما، فقد عالج الصيام أمراضا عند
زوجتي لم يعرف الأطباء لها علاجا، ولكن اعلمي أن الشافي هو الله
وأن أسباب الشفاء كلها بيده، فاسأليه أولا الشفاء من مرضك ثم صومي
بعد ذلك"
" وفعلا بدأت الصيام، فقد كنت أبحث عن أي أمل يخرجني من الجحيم
الذي يحيط بي، وتعودت مع الوقت على الإفطار على خضروات وفاكهة فقط
ثم بعد ثلاث ساعات آكل وجبتي الأساسية وأفطر في اليوم التالي
وهكذا. وكانت المفاجأة المذهلة للجميع أن المرض بـدأ في التراجع
بعد شهرين من بدأ الصيام. لم أصدق نفسي وأنا أبدو طبيعية وأرى أثر
المرض يتلاشى يوما بعد يوم حتى كأني في النهاية لم يصب جلدي بذلك
المرض في حياتي أبدا "
وقاية من داء الملوك
وهو المسمى
بمرض "النقرس" والذي ينتج عن زيادة التغذية والإكثار من أكل
اللحوم، ومعه يحدث خلل في تمثيل البروتينات المتوافرة في اللحوم
"خاصة الحمراء" داخل الجسم، مما ينتج عنه زيادة ترسيب حمض البوليك
في المفاصل خاصة مفصل الأصبع الكبير للقدم، وعند إصابة مفصل
بالنقرس فإنه يتورم ويحمر ويصاحب هذا ألم شديد، وقد تزيد كمية
أملاح البول في الدم ثم تترسب في الكلى فتسبب الحصـوة، وإنقاص
كميات الطعام علاج رئيسي لهذا المرض الشديدالانتشار.
جلطة القلب والمخ
أكد
الكثيرون من أساتذة الأبحاث العلمية والطبية - وأغلبهم غير مسلمين-
أن الصوم لأنه ينقص من الدهون في الجسم فإنه بالتالي يؤدي إلى نقص
مادة "الكوليسترول" فيه، وما أدراك "ماالكوليسترول" ؟؟ إنها
المادة التي تترسب على جدار الشرايين، وبزيادة معدلاتها مع زيادة
الدهون في الجسم تؤدي إلى تصلب الشرايين، كما تسبب تجلط الدم في
شرايين القلب والمخ.
لا نندهش إذن عندما نستمع إلى قول الحق سبحانه وتعالى [ وأن تصو
فوائد الصلاة الطبية
شفاء للنفس والبدن
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
وقاية
من الدوالي
الصلاة وتقوية العظام
الصلاة
كعلاج نفسي
فوائد
طبية أخرى
ضبط إيقاع الجسم أظهرت البحوث العلمية الحديثة أن
مواقيت صلاة المسلمين تتوافق تماما مع أوقات النشاط الفسيولوجي
للجسم، مما يجعلها وكأنها هي القائد الذي يضبط إيقاع عمل الجسم
كله. [b][color=#009900]
وقد جاء في كتاب " الاستشفاء بالصلاة للدكتور " زهير رابح: " إن
الكورتيزون الذي هو هرمون النشاط في جسم الإنسان يبدأ في الازدياد
وبحدة مع دخول وقت صلاة الفجر، ويتلازم معه ارتفاع منسوب ضغط الدم،
ولهذا يشعر الإنسان بنشاط كبير بعد صلاة الفجر بين السادسة
والتاسعة صباحا، لذا نجد هذا الوقت بعد الصلاة هو وقت الجـد
والتشمير للعمل وكسب الرزق، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
فيما رواه الترمذي وابن ماجة والإمام أحمد: " اللهم بارك لأمتي في
بكورها"، كذلك تكون في هذا الوقت أعلى نسبة لغاز الأوزون في الجو،
ولهذا الغاز تأثير منشط للجهاز العصبي وللأعمال الذهنية
والعضلية، ونجد العكس من ذلك عند وقت الضحى، فيقل إفراز الكورتيزون
ويصل لحده الأدنى، فيشعر الإنسان بالإرهاق مع ضغط العمل ويكون في
حاجة إلى راحة، ويكون هذا بالتقريب بعد سبع ساعات من الاستيقاظ
المبكر، وهنا يدخل وقت صلاة الظهر فتؤدي دورها كأحسن ما يكون من بث
الهدوء والسكينة في القلب والجسد المتعبين.
بعدها يسعى المسلم إلى طلب ساعة من النوم تريحه وتجدد نشاطه، وذلك
بعد صلاة الظهر وقبل صلاة العصر، وهو ما نسميه "القيلولة" وقد قال
عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه ابن ماجة عن ابن عباس
" استعينوا بطعام السحر على الصيام، وبالقيلولة على قيام
الليل" وقال صلى الله عليه وسلم: " أقيلوا فإن الشياطين لا
تقيل " وقد ثبت علميا أن جسم الإنسان يمر بشكل عام في هذه الفترة
بصعوبة بالغة، حيث يرتفع معدل مادة كيميائية مخدرة يفرزها الجسم
فتحرضه على النـوم، ويكون هذا تقريبا بعد سبع ساعات من الاستيقاظ
المبكر، فيكون الجـسم في أقل حالات تركيزه ونشاطه، وإذا ما استغنى
الإنسان عن نوم هذه الفترة فإن التوافق العضلي العصبي يتناقص كثيرا
طوال هذا اليوم،
ثم تأتي صلاة العصر ليعاود الجسم بعدها نشاطه مرة أخرى ويرتفع معدل
"الأدرينالين" في الدم، فيحدث نشاط ملموس في وظائف الجسم خاصة
النشاط القلبي، ويكون هنا لصلاة العصر دور خطير في تهيئة الجسم
والقلب بصفة خاصة لاستقبال هذا النشاط المفاجئ، والذي كثيرا ما
يتسبب في متاعب خطيرة لمرضى القلب للتحول المفاجئ للقلب من الخمول
إلى الحركة النشطة.
وهنا يتجلى لنا السر البديع في توصية مؤكدة في القرآن الكريم
بالمحافظة على صلاة العصر حين يقول تعالى [ حافظوا على الصلوات
والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين ] (البقرة 238)، وقد ذهب جمهور
المفسرين إلى أن الصلاة الوسطى هنا هي صلاة العصر، ومع الكشف الذي
ذكرناه من ازدياد إفراز هرمون " الأدرينالين" في هذا الـوقت يتضح
لنا السر في التأكيد على أداء الصلاة الوسطى، فأداؤها مع ما يؤدي
معها من سنن ينشط القلب تدريجيا، ويجعله يعمل بكفاءة أعلى بعد حالة
من الخمول الشديد ودون مستوى الإرهاق، فتنصرف باقي أجهزة الجسم
وحواسه إلى الاستغراق في الصلاة، فيسهل على القلب مع الهرمون تأمين
إيقاعهما الطبيعي الذي يصل إلى أعلاه مع مرور الوقت.
ثم تأتي صلاة المغرب فيقل إفراز "الكورتيزون" ويبدأ نشاط الجسم في
التناقص، وذلك مع التحول من الضوء إلى الظلام، وهو عكس ما يحدث في
صلاة الصبح تماما، فيزداد إفراز مادة "الميلاتونين" المشجعة على
الاسترخاء والنوم، فيحدث تكاسل للجسم وتكون الصلاة بمثابة محطة
انتقالية.
وتأتي صلاة العشاء لتكون هي المحطة الأخيرة في مسار اليوم، والتي
ينتقل فيها الجسم من حال